الرئيسية >> الأخبار

أبو ريدة في حوار استثنائي لبودكاست (بيت الكورة) مع سيف زاهر:

أثق في حسام حسن لقيادة المنتخب بالمونديال.. وعلاقتي ممتازة بكل أعضاء المنظومة الكروية على مدار 35 عامًا

المهندس هاني أبوريدة
المهندس هاني أبوريدة

عبر المهندس هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم عن سعادته بانطلاق أولى حلقات الـ (بودكاست) الخاص بالاتحاد من خلال برنامج (بيت الكورة) الذي قدم الإعلامي سيف زاهر أولى حلقاته اليوم (الاثنين) من داخل الأستوديو الخاص في مقر الاتحاد الجديد بمدينة السادس من أكتوبر.

وأكد أنه سعى منذ عودته لرئاسة الاتحاد في ديسمبر الماضي من أجل عودة أبنائه من إداريين ولاعبين إلى بيتهم وأن جوهر مشروع هذا البودكاست يعتمد على استرجاع ذكريات هذه الكوادر مع الكرة المصرية خلال الخمسين عاماً الماضية.

وفي إطار تعريفه بمشواره كلاعب وإداري قال أبو ريدة إنه لم يهبط بـ (البراشوات) على منظومة كرة القدم المصرية لكنه بدأ كلاعب في صفوف براعم النادي المصري بمدينة بورسعيد "الباسلة" مسقط رأسه والتي يفخر بانتمائه لها ’ وأنه اكتسب فيها الكثير من الخبرات منذ الصغر عن طريق احتكاكه بأبناء الجاليات الأجنبية المتواجدة في المدينة وأنه تدرج في صفوف الناشئين والشباب في الفريق حتى اعتزل في العشرين من عمره بسبب الإصابة وتفرغ بعدها لدراسته الجامعية ثم عمله الخاص.

وأكمل قائلاً إنه انضم للمصري عام 1961 وظل في صفوفه حتى عام 1972 وأنه عاش فترة التهجير بسبب حرب يونيو 1967 واستمر بعد انتقال تدريبات الفريق لمدينة الزقازيق ’ وأن تعرفه على الرمز الكبير محمود الجوهري في مقر إقامته بالقاهرة على مدار سنوات طويلة وأنه ساهم في إعادته لكرة القدم من جديد بعدما عايش معه بداية استعدادات منتخب مصر لتصفيات كأس العالم 1990 التي تأهل من خلالها منتخب مصر للمونديال بعد غياب 56 عاماً.

أما عن بداية مشواره الإداري فقد كشف أن الراحل محمد السياجي أحد نجوم غزل المحلة والمنتخب في الستينات والسبعينات ’ كان أو من عرض عليه العمل الإداري من خلال رئاسة منطقة بورسعيد لكرة القدم والتواجد كعضو في لجنة المسابقات للاستفادة من فكره المنظم كمهندس’ وكانت البداية المتميزة وراء تمسك الثنائي عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وقتها ويوسف الدهشوري "حرب" رئيس الاتحاد المصري به ودخوله عضوية مجلس الإدارة لأول مرة بداية هذه الألفية ’ مؤكداً أنه وعلى عكس الكثيرون فضل العمل مع منتخبات الناشئين والشباب لتقديم مواهب جديدة من اللاعبين والمدربين وأنه ساهم عن طريق الاهتمام بالقاعدة في تتويج المنتخب الوطني بكأس أمم إفريقيا 4 مرات أعوام 1998 و2006 و2008 و2010.

أبو ريدة قال أيضاً إن حب الوطن لا يكون بالشعارات ولكن بالعمل الجاد وأكد أنه عايش العديد من الحروب التي خاضتها مصر في النصف الثاني من الألفية الماضية وأنه تابع الإخفاقات والنجاحات على مدار 60 عاماً وأن هذه التجارب كانت ملهمة بالنسبة له وأنه يقارن بين ما عاصره بعد حرب يونيو 1967 وما يعانيه الشعب الفلسطيني في مدينة غزة حالياً وأنه كان شاهداً على معاناة أبناء مدن القناة في تلك الفترة وأنه كان في سن الرابعة عشرة من عمره عندما ساهم مع أصدقائه في نقل الجرحى من مدينة بورفؤاد قبل أن يشهد بعدها نصر أكتوبر الخالد على العدو عام 1973 وانه خرج بدروس عظيمة من هذه التجارب حاول نقلها لأبنائه وأحفاده بعدها ’ وربما كان اقتراحه بعزف النشيد الوطني قبل المباريات المحلية تعبيراً عن عشقه لمصر.

وفي سياق متصل ببداياته في العمل الإداري، شدد على استفادته الكبيرة من العمل رفقة عدد من الأسماء البارزة التي منحته الكثير من خبراتها وأبرزهم: محمد أحمد و"حرب" الدهشوري وفاروق أبو العز وعصام عبد المنعم ومحمد السياجي وحمادة إمام وطلعت فواز وأحمد شاكر وكذلك سمير زاهر رفيق دربه الذي ارتبط معه بعلاقات أسرية ممتدة لسنوات طويلة وكان بالنسبة له أخًا وصديقًا وصنع معه (دويتو) غريبًا رغم الخلافات بينهما في بعض الأمور وأنه رفض الدخول كمنافس له في أي انتخابات خاضها رغم مطالبة الجمعية العمومية له بذلك.

وعن بداياته في اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي عام 2004 ’ كشف عن أنه بدأ التخطيط لذلك قبلها بأربع سنوات عندما حصل الراحل حمادة إمام على 4 أصوات فقط في انتخابات 2000 بنيجيريا ’ وأنه استفاد من علاقته بالكاميروني عيسى حياتو والمصري مصطفى مراد فهمي قبلها ودخل لجنة كأس الأمم الإفريقية التي يتواجد فيها رؤساء الاتحادات الوطنية فقط وأنه باع شقة ابنته على كورنيش النيل من أجل الإنفاق على سفره لأكثر من 40 دولة إفريقية قبل خوض الانتخابات في 2004.

أما عن انتخابه عضوًا في اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2009 فقد كشف أبو ريدة عن أن وجود هشام عزمي في إحدى لجان (فيفا) وعلاقته المتميزة مع القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الدولي ونائب رئيس الاتحاد الدولي كانا طريقه لاستعادة مقعد مصر الغائب لمدة طويلة.

وفي إجابته عن سؤال عن أصعب المجالس التي عاصرها منذ دخوله الاتحاد المصري ’ قال إنه لم يجد أي صعوبة في التعامل مع الدهشوري أو سمير زاهر وإنه حصل على ثقة الدولة في 2006 عندما تولى رئاسة اللجنة المنظمة لكأس أمم إفريقيا وبعدها رفض الترشح مجدداً ضد زاهر على مقعد الرئيس وخاض انتخابات 2008 على مقعد النائب.

عضو مجلس الاتحاد الدولي لخمس دورات متتالية ’ كشف عن أنه ينتمي لأسرة اهتمت بالجانب العلمي وأن فخور بكل أشقائه وعلى رأسهم الراحل سعد أبو ريدة أحد أبطال حرب 1973 وأكد أنه شخصية فريدة ونادرة الوجود ومثال للوطنية والشهامة والقدرة على القيادة والتميز ’ وفي نفس الوقت أكد أنه لم يرغب في عمل نجله محمد الذي لعب كرة القدم في نادي الصيد في نفس مجاله ولم يرفض سفره خارج مصر وأن أحفاده يمارسون السباحة وكرة الماء.

وبالعودة لمسيرته في الاتحاد المصري كشف عن أن دورة 1996 كانت الأهدأ بالنسبة له وانه ظل طوال تواجده في العديد من المناصب قادرًا على التعايش والتعامل مع كل زملائه في إطار من الاحترام والتقدير رغم اختلاف وجهات النظر مثلما حدث مع الثنائي مجدي عبد الغني وكرم كردي مثلاً وانه لم يتدخل إطلاقاً في عمل الموظفين التنفيذيين بالاتحاد لدرجة أنه لم يكن يعرف مقر لجنة الحكام في مقر الاتحاد القديم رغم اتهامات البعض له بالتدخل في تعيين الحكام وكان يعتبر نفسه أحد الجماهير خارج غرفة مجلس الإدارة وان هدفه الدائم كان الحفاظ على تماسك المجلس واحترام المكان الذي يتواجد به في مجال العمل التطوعي.

ورغم ما تردد عن خلافاته مع مسئولي النادي الأهلي ’ أكد أبو ريدة أنه يعتبر "القلعة الحمراء" نموذجًا يحتذى به في فن الإدارة الرشيدة وأن علاقته بالرمزين الكبيرين حسن حمدي ومحمود الخطيب قوية للغاية وهما بمثابة الشقيقين بالنسبة له ’ أما عن تصريحات مجدي عبد الغني عضو مجلس الإدارة السابق ضده في بعض وسائل الإعلام وانتقاد نائبه الأسبق أحمد شوبير له في بعض برامجه ’ فقد شدد على أن علاقته بهذا الثنائي ممتازة وانه لا يلتفت لهذه الانتقادات ودائماً ما يمزح معهما بشأنها في أي لقاء يجمعه بهما.

وبخصوص خلو المجلس الحالي من أي لاعبين سابقين ’ أوضح أبوريدة أن كوادر المجلس الحالي عوضت ذلك بخبراتها الإدارية المتراكمة على مدار سنوات وأن النجاح الإداري لا يشترط له ممارسة كرة القدم وإلا ما حقق الكاميروني الراحل عيسى حياتو كل هذا النجاح في رئاسة الاتحاد الإفريقي وهو لاعب كرة سلة سابق ’ كما أنه عوض خلو تشكيلة المجلس من نجوم كرة القدم السابقين بالاستعانة بلجنة فنية تضم أساطير في قيمة حسن شحاتة وعلي أبوجريشة ومحسن صالح وحلمي طولان ومعهم من الجيل الحديث الثنائي عبد الظاهر السقا وأحمد حسن وأنه أوكل إليها متابعة المنتخبات الوطنية التي نجح منها منتخبا الناشئين والشباب في التأهل لكأس العالم والمنتخب الأول في الطريق ’ وعن تقييمه لفترة عمل المجلس الحالي خلال أول 8 شهور من فترته التي تمتد 4 سنوات ’ عبر عن رضاه عما تحقق خلال تلك الفترة على كل النواحي ’ حيث تسلم مهمته وفي رصيد الاتحاد مبالغ لا تغطي مرتبات العاملين لمدة شهرين، لكن الأمور المادية صارت أفضل حالياً.

(أنا أطبق اللوائح على الجميع وأخشى الغلط فقط وليس الأهلي والزمالك).. كانت تلك إجابة أبوريدة عن السؤال التقليدي عن خوف الاتحاد من القطبين الكبيرين ’ مؤكداً أنه خارج تأثير مواقع التواصل الاجتماعي تماماً التي تلعب دورًا كبيرًا في قرارات المنظومة الكروية في مصر خلال السنوات الأخيرة ’ وأكد أن الدورة الحالية ستكون الأخيرة على رأس المنظومة الكروية في مصر، مشدداً على أنه لا يرشح شخصية بعينها لخلافته سواء من داخل هذا المجلس أو خارجه في المناطق الـ 26 التابعة للاتحاد أو الأندية المصرية وإن مصر كانت ولا زالت عامرة بكوادرها المتميزة في كل المجالات.

أما بخصوص مستقبل مصر في مجلس (فيفا) بعده، فأكد أن مصر لابد أن تستمر في أروقة الاتحاد الدولي وأنه يرى في حازم إمام وأحمد مجاهد نماذج قادرة على شغل هذا المنصب أو أي مناصب أخرى في الاتحادين العربي والأفريقي ’ مؤكداً أنه قدم الكثير لمصر من خلال مناصبه الدولية على مدار أكثر من 21 عاماً وأنه لا يفضل الحديث في تلك الأمور ولابد أن يُدرك الجميع أنه مصري يمثل قارة إفريقيا بأسرها وتحركاته تحكمها حسابات دقيقة وتوازنات وكياسة في التعاطي مع الملفات المختلفة.

وعن مطالبة البعض بوجوده على رأس الاتحاد الإفريقي في المنصب الغائب عن مصر منذ أكثر من نصف قرن ’ فقد قال إنه احترم الكاميروني عيسى حياتو طوال تواجده في المنصب منذ 1988 وحتى 2017 وأن خليفته المالاجاشي أحمد أحمد تولى الرئاسة مستفيداً من وجود بعض الخلافات في الجمعية العمومية.

وبخصوص قدرة مصر على استضافة أحداث كبرى في كرة القدم ’ أوضح أبو ريدة أن مصر بقدراتها الكبيرة على صعيد المنشآت والبنية التحتية والكوادر قادرة على تنظيم أكبر الفاعليات العالمية وأن أي قرار بخصوص ذلك مرهون بتوجيهات الحكومة وأنه مع زملائه رهن إشارة الدولة المصرية في تنفيذ ما تراه.

وعما تردد عن وجود خلافات مع رابطة الأندية برئاسة أحمد دياب ’ نفى أبو ريدة هذه الأخبار جملة وتفصيلاً مشيداً بعلاقة التقدير والاحترام مع دياب الذي يُشيد به دائماً ويعتبره رب أسرة الكرة المصرية وأنه أكد له دائماً أن أبواب الاتحاد مفتوحة دائماً له وللرابطة لمناقشة أي شأن يخص مستقبل الكرة المصرية ’ والأمر نفسه، بالنسبة لقيادات الشركة المتحدة وبرزنتيشن محمد يحيى لطفي وسيف الوزيري اللذين يعدان أشقاء له وتربطه بهما علاقة ممتازة وأنهما لا يتأخران على الإطلاق في تلبيه أي مطالب بخصوص زيادة موارد الاتحاد للصرف على المنتخبات والحكام.

وفي إجابته عن سؤال بخصوص المسابقات المحلية ’ أكد أن العدد المناسب لأندية دوري القسم الأول (دوري نايل) من 16 وحتى 18 نادياً فقط ونفس الأمر بالنسبة لدوري القسم الأول الذي حقق نجاحًا مقبولًا بنظام المجموعة الواحدة، لكنه لم يحقق الموارد المتوقعة التي نستطيع من خلالها دعم الأندية المشاركة فيه والمساهمة في مساعدتها لتحمل الأعباء الكبيرة الواقعة على عاتقها.

وعن التأهل القريب لمنتخب مصر لكأس العالم للمرة الثانية في وجوده على رأس الاتحاد بعد نسخة روسيا 2018 ’ فقد عبر أبو ريدة عن سعادته بهذا الإنجاز وكذلك بما حققته باقي المنتخبات في المراحل السنية الأدنى ’ وشدد على أنه يدعم الجهاز الفني الحالي للمنتخب الأول بقيادة حسام حسن وأنه يثق في قدرته على قيادة "الفراعنة" في النسخة رقم 23 للمونديال العام المقبل وأن هذا الأمر لا يرتبط على الإطلاق بنتائج الفريق في كأس أمم إفريقيا بالمغرب الذي يتوقع وصوله للمربع الذهبي فيها على أقل تقدير.

أما عن توقعاته للمنتخب الوطني في النهائيات العالمية خلال ظهوره الرابع ’ فأكد أن الأمر يرتبط بمستوى المجموعة التي يخوض من خلالها المنتخب الدور الأول وأنه كان شاهداً على خطة الراحل الكبير محمود الجوهري قبل كأس العالم 1990 وطريقة تخطيطه لمواجهة أيرلندا قبل هولندا لدرجة أنه توقع خروج منتخب مصر بشباك نظيفة في هذا اللقاء وقد كان.

وعن الحساسية بين حسام حسن وحلمي طولان المدير الفني لمنتخب مصر المشارك في كأس العرب في قطر خلال ديسمبر المقبل ’ أكد أنها موجودة بالفعل ’ لكن لا دخل للاتحاد بها وأن الهدف من تكوين هذا المنتخب كان ضمان تواجد مصر في البطولة وأن وجود فارق 3 أيام فقط وبينها وبين كأس الأمم الإفريقية بالمغرب ’ كان وراء القرار وأن اختيار حلمي طولان للمهمة جاء بترشيح من حسن شحاتة وعلي أبو جريشة، بسبب صعوبة تعيين مدير فني للمنتخب لمدة 3 شهور فقط.

أما عن دور النجم الكبير محمد صلاح مع المنتخب حالياً، فقد كشف أبو ريدة عن أنه يقوم بدوره على أعلى مستوى داخل وخارج الملعب وأنه يتشاور معه في الكثير من الأمور الخاصة بالمنتخب، مشدداً في نفس الوقت على أن الرأي الأول والأخير في الأمور الفنية في يد حسام حسن.

وأخيراً، أشاد رئيس الاتحاد بالدور الكبير الذي لعبه الكولومبي أوسكار رويز رئيس لجنة الحكام في تطوير المنظومة منذ تسلمه المهمة في مارس الماضي وأنه يطلب مشاهدة أي حالات جدلية في المباريات، وغالباً ما يكون قرار طاقم الحكام وغرفة الفيديو صحيحاً ويكون الهدف من إثارة البلبلة التغطية على النتائج السلبية لبعض الأندية التي تجد ضالتها في الهجوم على الحكام ’ كما كشف عن وجود مشاورات مع الشركة المتحدة لدعم الأندية الشعبية، مشيداً في نفس الوقت بما يقدمه فريق بيراميدز في مشاركاته الخارجية وأنه صار أحد سفراء مصر في المحافل القارة والدولية.. وأنهى حوار بأنه لا يشجع أياً من القطبين الأهلي والزمالك وأنه يقف على مسافة واحدة من كل الأندية، لكنه لا يتوانى عن تشجيع أي نادٍ يحرز هدفاً جميلاً في ناديه المفضل خارج مصر، لأنه يعتبر كرة القدم متعة عاشها وعايشها في كل ملاعب العالم.